تعيين اللواء سعد الدين الشاذلي سفيرًا لمصر في لندن 1974-1975م وموقف اللوبي الصهيوني البريطاني منه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الأزهر كلية اللغة العربية بأسيوط

المستخلص

بعد أسابيع قليلة من انتصارات الجيش المصري على إسرائيل في حرب أكتوبر 1973م، صدر في 12 ديسمبر 1973م قرارٌ جمهوريٌ بتعيين اللواء الشاذلي في وزارة الخارجية، وكان الشاذلي في ذلك الوقت رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة. ثم أعلنت الصحافة المصرية في 6 يناير 1974م تعيينه سفيرًا في لندن قبل أن تتلقى الحكومة المصرية الموافقة من نظيرتها البريطانية، وهو ما يعد مخالفة للأعراف الدبلوماسية الدولية. بينما لم يكن هذا الإعلان مريحًا للدوائر الصهيونية في بريطانيا، وكانت هناك انتقادات علنية في الصحافة البريطانية وفي البرلمان البريطاني ضد اختيار الشاذلي، بسبب زعمهم بصلاته بالحزب اليميني المتطرف في بريطانيا عندما كان ملحقًا حربيًا لمصر في لندن 1964م، وزعمهم بارتكابه جرائم حرب بقتل أسرى إسرائيليين عندما كان رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973م. وقد سبَّب هذا الإعلان المتسرع والحملة الانتقادية الصهيونية حرجًا كبيرًا للحكومة البريطانية، وظلت قضية التعيين سجالًا بين الطرفين البريطاني والمصري قرابة أربعة أشهر حتى أعلنت الحكومة البريطانية موافقتها في أبريل 1974م.
من ناحية أخرى، لم يعتبر الشاذلي نفسه سفيرًا تقليديًا، وخلال مدة إقامته في لندن استطاع أن يمارس عدة أنشطة متنوعة، بل وخالف التقاليد الدبلوماسية في بعض الأحيان، وأن يقول رأيه صراحةً في التليفزيون البريطاني والإذاعة والصحافة البريطانية، دون الرجوع إلى وزارة الخارجية المصرية. وكان مثالًا واضحًا طوال تلك الفترة على تمثيل "مصر" - وفق قناعته ورؤيته، لا وفق "النظام السياسي" في مصر، ومنتقدًا السادات في سياسته؛ وهو الوضع الذي لم يستطع النظام السياسي المصري تحمله. وفي ظل هذه الظروف السياسية كان الحل هو أن يتم إبعاده أكثر من ذلك؛ فتم نقله مرة أخرى سفيرًا إلى البرتغال عام 1975م.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية